فرقة “طبلة الست”.. حيث تتكلم الطبول بصوت المرأة المصرية

من قلب القاهرة، انطلقت عام 2019 فرقة “طبلة الست” كواحدة من التجارب الموسيقية الفريدة في مصر والعالم العربي. فرقة نسائية بالكامل، اختارت أن تُعبّر عن التراث الشعبي المصري من خلال الإيقاع والصوت النسائي، لتصبح منصة تُجسّد الحضور الفني للمرأة المصرية في قلب التراث.

أسست الفرقة الفنانة سُهى محمد علي، وهي صاحبة رؤية تؤمن بأن الفن الشعبي ليس فقط حكاية تُروى، بل رسالة حية يجب أن تُعاد صياغتها بروح العصر، دون أن تفقد جذورها. جاءت “طبلة الست” كمبادرة فنية وثقافية تهدف إلى تمكين النساء، وخلق مساحة لهن للتعبير عن أنفسهن من خلال الطبلة، الدف، الصاجات، وغيرها من الآلات الإيقاعية التراثية.

تضم الفرقة عشر سيدات من خلفيات مهنية وتعليمية متنوعة – من المهندسات إلى الطالبات والممثلات – يجمعهن الشغف بالموسيقى والتراث. كما يشارك في العزف بعض الموسيقيين المميزين مثل:

  • رأفت فرحات على آلة الكولة
  • سيد الحسيني على المزمار

ما يضفي على العروض نكهة مصرية أصيلة ممزوجة بروح أنثوية نابضة بالحياة.

تعتمد الفرقة على أغاني فلكلورية مستوحاة من الموالد، الحكايات الشعبية، التراث النوبي، الريفي، الصعيدي، والسواحل. ومن أشهر أعمالها:

  • يا صلاة الزين
  • مربعات ابن عروس
  • يا بهية
  • ميدلي صعيدي
  • يا جريد النخل العالي
  • يا ليالي الفرح تعالي

تُقدم هذه الأعمال بشكل نابض بالإحساس، حيث تحتفي بالأفراح النسائية، الشجن، والحكايات المنسية التي قلما أضاءت عليها الأغاني الشعبية التقليدية.

تميزت “طبلة الست” بعروضها الحيّة وتفاعلها القوي مع الجمهور، وقدّمت حفلات في مؤسسات ثقافية مرموقة مثل:

  • معهد جوتة
  • المركز الثقافي الإسباني
  • دار الأوبرا المصرية
  • مكتبة الإسكندرية
  • ساقية الصاوي
  • أوبرا دمنهور

كما شاركت في مهرجانات كبرى مثل:

  • مهرجان الطبول الدولي بالقلعة
  • مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة
  • إلى جانب مشاركات محلية ودولية متنوعة.

ليست “طبلة الست” مجرد مجموعة موسيقية، بل حركة فنية نسوية تسعى لخلق مساحات آمنة للتعبير، واستعادة صوت المرأة في الموروث الموسيقي المصري. تقدم الفرقة تجربة فنية نابضة بالحياة، حيث الإيقاع يصبح وسيلة لسرد القصص، والمرأة تصبح مركز الحكاية لا هامشها.

بهذا المزج بين الماضي والحاضر، وبين الطبل والروح، تُواصل “طبلة الست” رحلتها في إعادة تعريف التراث المصري، ليس فقط كفن يُقدّم، بل كقوة تُغيّر وتُلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى