ليلة التجلي المولوية: رحلة في أسرار التصوف مع الدرويش حسين سليمان

تُعد ليلة التجلي المولوي، أو “الليلة الصوفية”، من أبرز الأمسيات الروحانية التي تحتفل بها الطريقة المولوية في العالم الإسلامي، وقد أسسها في مصر الدرويش حسين سليمان عام 2013، لتكون نافذةً روحية تنقل فلسفة التصوف المولوي إلى الجمهور المعاصر.

تحمل هذه الليلة في طقوسها وممارساتها معاني عميقة تتجاوز الشكل إلى جوهر التجربة الصوفية، حيث يسعى المشاركون للوصول إلى حالة من الإشراق الروحي والاتصال بالحقيقة الإلهية، عبر رقص الدراويش، والسماع، والموسيقى الروحية، المستلهمة من فكر وفلسفة جلال الدين الرومي.

ليلة التجلي تُقام سنويًا في ذكرى وفاة مولانا جلال الدين الرومي، وتُعد من أبرز الطقوس الاحتفالية في المولوية، حيث تُفتح أبواب القلب لتلقي التجليات الروحية. وقد صُنّف حسين سليمان كأول درويش مولوي في مصر منذ أكثر من مئة عام، بعد محمد غالب دروة، وتقلّد من تركيا لقب رائد المولوية العربية، بعد أن كان يُلقب بـ قائد المولوية في مصر.

تبدأ طقوس الليلة بـ اختيار نغمة مولوية دقيقة، تُصاحبها إنشاد قصائد المثنوي لمولانا الرومي. وفي عام 2018، حصل “سليمان” على لقبي “سفير” و”لواء المولوية في مصر”، خلال احتفالية مولد الرومي التي أقيمت برعاية مركز يونس إمره والسفارة التركية بالقاهرة.

قدّم الدرويش حسين سليمان العديد من العروض الصوفية المهمة، وتعاون مع كبار منشدي مصر، من بينهم:

• الشيخ ياسين التهامي
• علي الهلباوي
• وائل الفشني
• فرقة الحضرة

وشارك في عروض مميزة بقاعات مثل قبة الغوري ومركز الربع الثقافي، إلى جانب حضوره اللافت في الموالد. كما اختير مُمثلًا للمولوية في مصر في فيلم وثائقي دولي عُرض ضمن مهرجان لندن السينمائي.

ما وراء الطقس: رحلة إلى الله

ليلة التجلي المولوية ليست مجرد مناسبة دينية، بل رحلة عرفانية فريدة تتجسد فيها أسمى معاني المحبة الإلهية. من خلال السماع والرقص والموسيقى الصوفية، يعيش المشاركون لحظات من الانصهار الروحي العميق، تُعبّر عن مفاهيم الوَحدة، والتسليم، والحب الإلهي، كما أسس لها مولانا الرومي.