مريم صالح: صوت يجمع بين الشرق والغرب في عالم الموسيقى المستقلة

في المشهد الموسيقي البديل بمصر، تبرز مريم صالح كواحدة من أبرز الأصوات التي مزجت بين الموسيقى الشرقية والأنماط الغربية، مقدمةً تجربة موسيقية فريدة تتسم بالجرأة والتجديد. لا تكتفي مريم بالغناء، بل تصنع مشروعًا فنيًا متكاملًا يجمع بين الأصالة والحداثة.
“جوز ولا فرد”: فرقة موسيقية تكسر القوالب
في عام 2010، أسست مريم صالح بالتعاون مع الفنانة نغم صالح فرقة “جوز ولا فرد“، التي عُرفت بتقديمها مزيجًا مبتكرًا من الجاز، البلوز، والروك الغربي مع الإيقاعات والمقامات الشرقية. هذا الدمج خلق هوية موسيقية خاصة استطاعت أن تجذب جمهورًا واسعًا، لا سيما من الشباب.
🔹 أرشيف الفرقة:
- من أبرز ما قدمته الفرقة:
- “زحمة يا دنيا زحمة” (إعادة توزيع حديثة لأغنية أحمد عدوية)
- “عيلة تايهة”
- “الناس الرايقة” (بأداء معاصر يجمع بين تراث عدوية وصوت العصر)
🔹 مريم صالح:
تميزت مريم بأسلوبها الخاص في الأداء، حيث لا تقدم الأغاني فقط كغناء، بل كتجربة مسرحية صوتية بصرية تُحفّز التفاعل وتلامس العمق الإنساني. من أشهر أغانيها المنفردة التي لاقت رواجًا كبيرًا:
“أهلاً وسهلاً” – وهي أغنية تعكس صوت المدينة، وصراعات الجيل، والبحث عن الهوية.
الهوية الموسيقية والتجديد الدائم


ما يميز تجربة مريم صالح هو قدرتها على كسر القوالب الموسيقية التقليدية، حيث تخرج الأغنية من حدود اللحن والإيقاع لتصبح مساحة تعبير عن الوجدان الجمعي لجيل يبحث عن صوته الخاص.
تؤمن مريم بأن الموسيقى وسيلة لمخاطبة العقل والروح معًا، ولهذا تحرص في أعمالها على تقديم محتوى فني حقيقي ومعبر، لا يلهث وراء الاستهلاك السريع، بل يعيش مع المستمع ويتجدد معه.
رؤية فنية تتحدى السائد في عالم تهيمن عليه القوالب الجاهزة والموسيقى التجارية، تظل مريم صالح مثالًا للفنانة التي تختار طريقها بوعي وجرأة. فهي لا تغني فقط، بل تُفكر وتُبدع وتخاطر. موسيقاها تتجاوز التسلية لتصبح حالة فنية فكرية، تشكل ملامح جيل يبحث عن هويته وسط التحولات السريعة.
مريم صالح ليست مجرد مطربة، بل مشروع فني مستقل يسعى إلى تجديد الموسيقى العربية عبر إعادة قراءتها من منظور معاصر. بتجاربها المتنوعة من “جوز ولا فرد” إلى أعمالها الفردية، تواصل مريم تقديم فن صادق وحقيقي، يؤكد أن الموسيقى المستقلة في مصر لا تزال تنبض بالحياة وتملك القدرة على التغيير والإلهام.