من الموالد إلى المسارح العالمية.. رحلة ياسين التهامي الروحية

يُعد الشيخ ياسين التهامي أحد أبرز وأهم منشدي مصر والعالم العربي، حيث نجح في المزج بين الأصالة والحداثة في فن الإنشاد الديني. وُلد في 6 ديسمبر 1949 في قرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، ونشأ في بيئة دينية صوفية كان لها الأثر الأكبر في تشكيل شخصيته ومسيرته الفنية.

بدأ الشيخ ياسين مسيرته الفنية في سبعينيات القرن الماضي، ولفت الأنظار بصوته العذب وأدائه المميز من خلال مشاركاته في الموالد والمناسبات الدينية. ولم تقتصر شهرته على مصر، بل امتدت إلى العديد من الدول الأوروبية، حيث أحيا حفلات في لندن وباريس وألمانيا وهولندا، حتى أطلقت عليه الصحف الإسبانية لقب “ظاهرة الشرق”.

يتميز الشيخ ياسين بأدائه للشعر الصوفي العميق، ويرى في الإنشاد “دواءً لكل داء”، مؤمنًا بأن الموسيقى الروحية قادرة على شفاء النفوس. وفي عام 2025، عاد إلى المسارح بعد غياب بسبب أزمة صحية، حيث أحيا حفلًا في دار الأوبرا المصرية ضمن سهرات رمضان، ليؤكد عودته القوية إلى جمهوره.


ولد الشيخ ياسين التهامي في 6 ديسمبر 1949، ويبلغ من العمر حاليًا 75 عامًا. ينتمي إلى برج القوس، ونشأ في أسرة محافظة، وكان والده الشيخ تهامي حسنين من حُفّاظ القرآن الكريم، وقد تعلم منه قواعد التجويد وإتقان اللغة العربية.

التحق ياسين بالمعهد الأزهري تلبيةً لرغبة والده، لكنه اضطر إلى ترك الدراسة في الصف الثاني الثانوي لأسباب خاصة. وعلى الرغم من انقطاعه عن التعليم النظامي، فقد ظل متعلقًا بالعلم والدين.

يعيش ياسين في محيط عائلي يحمل الطابع الديني ذاته؛ فله أخ يُدعى محمود التهامي، وأخت تُدعى أم كلثوم التهامي، وقد كان للجو الديني في منزله، وخصوصًا ليالي الذكر التي كان يقيمها والده، أثر كبير في تكوينه الروحي والفني. من خلال هذه الليالي، أحب الشعر الصوفي، وتعرف لاحقًا إلى أبرز شعرائه، مما ساهم في صقل موهبته واختياره لطريق الإنشاد.


الشيخ ياسين التهامي ليس مجرد منشد، بل حالة فنية وروحية فريدة. يحمل صوته روحًا صادقة وشغفًا عميقًا بالكلمة والمعنى، ويجمع في أدائه بين التراث والذوق الرفيع، وبين التصوف والفن في أرقى صورهما.

كل قصيدة يصدح بها تعيد إلى المستمع صفاء النفس ونقاء الزمن، وتؤكد أن للإنشاد الصوفي مكانة لا تنقضي، مهما تغيّرت الأزمنة وتبدّلت الأذواق.

سيبقى صوت الشيخ ياسين ممتدًا، كما الروح… لا يعرف حدودًا ولا زمانًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى