فرقة الحضرة: روح الفن الصوفي وتعزيز الهوية الثقافية بقيادة نور ناجح

تُعد فرقة الحضرة واحدة من أبرز الفرق التي تمثل الفنون الروحية والصوفية في العالم العربي، وهي تجسيد حي لجزء أصيل من الثقافة الشعبية المرتبطة بالتراث الديني. تأسست الفرقة عام 2015 على يد نور ناجح، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تحجز لنفسها مكانة قوية في الساحة الفنية، بفضل تركيزها على إحياء التراث الروحي الديني من خلال الإنشاد والابتهال.

تتكون الفرقة من مجموعة من المنشدين والمبتهلين المنتمين إلى طرق صوفية مختلفة، يجتمعون على حب الله ومدح نبيه محمد ﷺ. وقد نجحت هذه التوليفة في خلق حالة روحانية مميزة تأسر الحضور، وتعزز من التفاعل الروحي العميق بين أفراد المجتمع، مما أسهم في تكوين قاعدة جماهيرية واسعة.

يُعد نور ناجح من أبرز الشخصيات في مجال الفنون الروحية، حيث لا يقتصر دوره على تأسيس الفرقة وقيادتها فنيًا فقط، بل يسعى أيضًا إلى نشر الثقافة الصوفية وتعليمها، من خلال تنظيم ورش عمل وفعاليات تُعنى بتدريب الشباب على مهارات العزف والإنشاد، وتشجيعهم على اكتشاف هذا النوع من الفن الأصيل.

وتُسهم فرقة الحضرة في أكثر من مجرد أداء فني؛ فهي تعمل على تعزيز الهوية الثقافية والروحية، وتقوية الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع. فالتجمعات التي تُنظمها تمثل فرصة حقيقية لبناء جسور التواصل الإنساني، وبث الطمأنينة في النفوس من خلال الذكر والإنشاد.

لا شك أن فرقة الحضرة أصبحت من أهم رموز الفن الروحي المعاصر في مصر والعالم العربي، واستطاع نور ناجح أن يكون رائدًا في هذا المجال، بإخلاصه لتراث الأجداد، ورؤيته الواضحة لمستقبل هذا الفن. إن الحفاظ على هذا النوع من الفنون وتطويره ليس فقط حفاظًا على الماضي، بل هو استثمار في الروح والثقافة لمستقبل الأجيال القادمة.