آلة السمسمية: من طقوس الفراعنة إلى صوت المقاومة

تُعتبر السمسمية آلة موسيقية مصرية تقليدية ذات تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، وقد ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالفنون الشعبية، خاصة في منطقة قناة السويس. فهي ليست مجرد آلة موسيقية، بل رمز ثقافي يعكس روح المكان والناس.


تعود أصول السمسمية إلى مصر القديمة، حيث وُجدت نماذج شبيهة لها في المقابر والمعابد الفرعونية. ويُعتقد أن السمسمية تطورت عن آلة “الكنارة” الفرعونية، مما يجعلها إحدى أقدم الآلات الوترية في العالم.


تُعد مدن القناة مثل بورسعيد، الإسماعيلية، والسويس موطنًا أصيلًا للسمسمية، حيث أصبحت جزءًا من الحياة اليومية والثقافة الشعبية. تُعزف السمسمية في الأفراح، الأعياد، والمناسبات الاجتماعية، وتُستخدم في التعبير عن المشاعر الشعبية والموروث الثقافي.


في فترات الاحتلال والاستعمار، برزت السمسمية كأداة فنية للمقاومة والتعبير الوطني، حيث استخدمها الفنانون الشعبيون لتجسيد نضال أبناء القناة وحماسهم للدفاع عن أرضهم. وكانت الأغاني المصاحبة لها تنقل رسائل سياسية واجتماعية هامة.


تُستخدم السمسمية في أداء الأغاني والرقصات الشعبية، وتظهر بشكل لافت في المسرحيات والأفلام التي تتناول التراث المصري. فهي آلة تجمع بين البساطة والعمق، وتُضفي لمسة مميزة على العروض الفنية المرتبطة بالهوية المصرية.


في عام 2024، نجحت مصر في تسجيل آلة السمسمية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو. ويُعد هذا الإنجاز اعترافًا دوليًا بقيمة السمسمية الفنية والتراثية، وجاء نتيجة جهود حثيثة من وزارة الثقافة المصرية لحماية وصون هذا الإرث.


لا تزال السمسمية تحتفظ بشعبيتها، حيث تُعزف في المهرجانات والفعاليات الثقافية، كما تُقام احتفاليات مخصصة لتكريم فناني السمسمية والحفاظ على هذا الفن الشعبي. وتحرص الأجيال الجديدة على تعلم العزف عليها، مما يُبقي الروح التراثية حيّة.


  • زكريا إبراهيم
  • محمد ميدا
  • محسن عشري: يُعد من أشهر عازفي السمسمية، وقد أُدرج ضمن قائمة أفضل 50 عازف آلة شعبية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى